الجِبَـال
|
أحَبَّت هذه المَدِينَة من أجل جِبَالها التي تُذكِّرُهَا بِه. تَجلسُ الَّسَّاعات الطِّوَال لِتَملأَ لَحظَيهَا بِمَنظَرٍ جَبَلِي يَسلُبُ الألْبَابَ، تَتَأمَّلُ وتَتَألَّم وتَتَألفُ قِصَّة ُعِشقٍ تَخبُو بسُجُومِ دَمعٍ رَقرَاقٍ. تَمَنَّت لو أنّ لَهَا بَيتا يُقَابل مِثلَ هَذَا المَنظَر. قَلبُهَا يُحبُّ السِّعة والانفِتَاح، ويَعشَقُ الارتِفَاع فَقَط لِمُلاقَاتِه ورُؤيَتِه بَعِيداً عن بَني البَشر، وعن ضَجِيج المدينَة، يُألفهُم الآذان، وتَشهَدُ على حُبِّهِمُ الصَّوامع والمآذن. اشترت بيتاً في نَفسِ العِمارَة التي يسكُنُهَا ذَوُوهَا، لكن هَذِه المَرَّة في الطَّابَقِ الأرضِي وأسفلهُ شَيئاً ما. لم تَكتَرثْ ما دامَ هَذا الحُبُّ قَد نَمَا في نَفسِ المَكَانِ. ومَعَ مُرُور السِّنِين، اشتَاقَتْ لِرُؤيَة الجِبَال التي فارقَتهَا رغماً عَنهَا : "إنهَا لا تَملِكُ المَبلغ الذي يُمَكَّنُهَا من شِرَاء شقَّةٍ تُقَابِلُ مِثلَ ذلك المنظر". كانت كل مرة تَرفَعُ عَينَيهَا إلى السَّمَاء، تجِدُهَا بَعيدَةً، وتُخرجُ زَفرَة من قَعر النَّفسِ المُنكَسِرةِ دُونَ أن تَنبِسَ بِحرفٍ. قالت في قرَارَة نَفسِهَا: مَا لذت بِقُربِك حَبيبي! أعلَمُ أنَّك قَريبٌ وأنا البَعيدَة "سَألَت نَفسَهَا لِمَ كُتِبَ لِهَذا العِشق الكَبِير أن يَكونَ تحتَ الأرضِ؟ دَخَلَت في صَلاةٍ حتى تَلتَقِي بِه، أغمَضَت عَينَيهَا كي تَستَحضِرَ قُوَّةَ اللّحظَة، غَابَتْ حَتَّى فَاضَتِ الدُّمُوعُ من عَينَيهَا وفي حشرجَةِ الصَّوتِ حَنِينِ ٌواستِسلاَمٌ، أدرَكَتْ أنَّ حُبَّهُ عَائِشٌ دَاخِلَهَا، ولا تَحتَاجُ لِسُلَّمٍ يَرفَعُهَا للطَّابَقِ العُلوي للبِنَايَةِ، إنَّه يَزدَادُ ويَتَأجَّجُ! سَمِعَت صَوتاً بِدَاخِلِهَا يَقُولُ: "لقد ذقتِ وأنت في عُلُوٍّ فَذُوقي وأنت ِفي دُنُوٍّ". طَأطَاَت رَأسَهَا مُدرِكَة ًأنَّ فِي قَلبِهَا وَسَعٌ وعُلُوٌّ وارتِفَاعٌ يَجمَعُهَا بِحَبِيبِهَا، كُلَّمَا اشتَاقَت، فَتَحَتْ بَاباً بِداخِلِهَا وأطَلَّت عليه، فَيَكُونُ الوَصلُ.
|
|
|
بلحور سناء- بروكسيل - بلجيكا (2011-08-24) |
Partager
|
تعليقات:
|
كمال
/بروكسل |
2011-09-01 |
دخلت في صلاة حتى تلتقي به؟؟؟؟أي صلاةتقصدين؟؟أستاذةسناء,هل نلتقي باحدفي صلاتنا؟؟وهل الصورة لهاعلاقةبالموضوع المكتوب؟؟ماقصدت النقد؟انمااستفسار صغيرمع احترامي وتقديري
|
البريد
الإلكتروني : لايوجد |
|
أضف
تعليقك :
|
|
الخانات * إجبارية |
|